بني ياسين يكتب: إيران إلى الواجهة العسكرية .. تفويض خامنئي التاريخي وبدء مرحلة ما بعد “المرشد”

التاج الإخباري -
التاج الإخباري - بقلم: اللواء الركن المتقاعد محمد بني ياسين
في تطور غير مسبوق، كشفت مصادر مطلعة في طهران أن المرشد الأعلى علي خامنئي قد فوّض رسميًا صلاحياته الواسعة إلى “المجلس الأعلى للحرس الثوري”، في خطوة تعكس تحوّلًا جذريًا في بنية السلطة الإيرانية وتوازناتها الداخلية.
ما الذي يعنيه هذا القرار؟
أولاً: تفويض سلطوي وليس إداري
ما جرى لا يُعد مجرد تسليم إداري مؤقت، بل تفويض سلطوي شامل، يمنح الحرس الثوري صلاحية إدارة الملفات الكبرى – من البرنامج النووي إلى العمليات العسكرية الخارجية – دون العودة المباشرة للمرشد أو الحاجة إلى فتوى دينية من مؤسسات الحكم الديني.
هذا التحول يضع القرار السياسي والأمني بالكامل في يد المؤسسة العسكرية الأيديولوجية الأشد تطرفًا.
ثانياً: انتقال منظم نحو مرحلة ما بعد خامنئي
القرار يؤسس لبنية انتقالية واضحة في حال وفاة أو اغتيال المرشد، حيث سيتولى الحرس الثوري زمام الأمور مؤقتًا، ما يمنع الفوضى أو ظهور تيارات تنافسية كالإصلاحيين، ويُفشل أي محاولات انقلاب سياسي أو إعادة ترتيب للنظام.
ثالثاً: الحرس الثوري يصبح الحاكم الفعلي
لم يعد الحرس الثوري “ذراعًا” أمنيا" أو عسكريا" فحسب ، بل بات يشكل القلب التنفيذي للنظام. وهذا يُترجم فعليًا إلى قيام دولة عسكرية بغطاء ديني، تتحكم فيها النخبة العسكرية-العقائدية، مما يعزز احتمالات التصعيد الخارجي والقرارات العدوانية خصوصًا تجاه إسرائيل أو القواعد الامريكيه الموجوده في المنطقه .
رابعاً: خطوة تحت الضغط… مؤشرات على تدهور صحي أو تهديد وجودي
طبيعة التوقيت والسرعة في اتخاذ القرار توحي بأنه تم تحت ضغط أمني أو صحي كبير، سواء من معلومات عن محاولة اغتيال محتملة أو تدهور وضع خامنئي الصحي، ما دفع النظام لاتخاذ خطوة استباقية تُحبط أي استغلال داخلي أو خارجي للفراغ المتوقع.
خامساً: رسالة ردعية إلى الخارج
الرسالة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل واضحة:
“اغتيال المرشد لن يشل النظام، بل سيدفعه لرد أكثر عنفًا بقيادة الحرس الثوري، لا أقل.”
فأي تحرك خارجي يهدف إلى ضرب الرأس، سيجد نفسه أمام جسد أكثر تطرفًا وصلابة.
سادساً: التحول من رد الفعل إلى سياسة هجومية معدّة سلفًا
تفويض القرارات العسكرية الكبرى يجعل أي تصعيد إيراني في المرحلة المقبلة غير مرتبط بالاستفزازات، بل نتيجة سياسة هجومية جاهزة للتنفيذ. أي ضربة إيرانية قد تكون محسوبة ضمن بنك الأهداف وليس مجرد رد فعل.
سابعاً: إيران… دولة عسكرية كاملة
القرار يحوّل إيران رسميًا إلى نظام يحكمه العسكريون لا رجال الدين، حتى وإن بقي العمامة غطاءً سياسيًا شكليًا. وهذا سيناريو أقرب إلى نسخة “الحرس الثوري الحاكم”، على غرار ما حدث في دول أخرى مثل باكستان في فترات معينة.
الخلاصة:
إيران تُنهي مرحلة حكم “المرشد الفرد” وتدخل حقبة “الحرس الحاكم”. هذا التحول ليس تنظيميًا فقط، بل استراتيجيًا بالكامل. ورغم أنه قد يُفسَّر كخطوة لضمان تماسك النظام، إلا أنه يفتح الباب لقرارات أكثر تطرفًا، وأخطرها تلك المتعلقة بالنووي والتصعيد الإقليمي.
هذا القرار رساله واضحه من الجمهوريه الايرانيه للبيئه الاقليميه والعالميه أن تعي أن إيران في هذا النزاع او أي نزاع مستقبلي لم تعد تلك التي تُدار من قمّ أو عبر مجلس الخبراء، بل أصبحت دولة يسيطر عليها نخبة عسكرية عقائدية، تؤمن بالمواجهة، وتملك أدواتها .
حمى الله الاردن قياده" وارضا" وشعبا" وجميع الدول العربيه والاسلاميه من كل مكروه .