مهمة الـ 37 ساعة في الجو: كواليس عملية قصف أميركية غير مسبوقة ضد إيران

التاج الإخباري -

كشفت تقارير أميركية تفاصيل غير مسبوقة عن العملية العسكرية التي نفذتها قاذفات الشبح الأميركية "بي-2" ضد ثلاث منشآت نووية إيرانية يوم 21 يونيو، والتي استغرقت 37 ساعة من التحليق المتواصل دون توقف، بمشاركة سبع قاذفات وعلى متن كل منها طياران.

كيف صمد الطيارون في الجو طوال هذه المدة؟
1. تدريبات محاكاة خاصة:
العقيد المتقاعد ميلفين جي. ديل، الذي نفّذ سابقًا مهمة مشابهة في أفغانستان عام 2001 استغرقت 44 ساعة، أوضح أن الطيارين يتم تدريبهم عبر محاكاة طويلة لمساعدتهم في التكيف مع دورات النوم، لكن التدريب غالبًا لا يتجاوز 24 ساعة.

2. النوم المتناوب:
خلال المهمة، كان أحد الطيارين ينام في سرير صغير خلف قمرة القيادة بينما يبقى الآخر يقظًا، ويتبادلان الأدوار كل 3-4 ساعات بين عمليات التزود بالوقود الجوي. لكن النوم كان صعبًا بسبب القلق العالي الناتج عن طبيعة المهمة القتالية.



3. حبوب منومة ومنبهات:
تم إعطاء الطيارين حبوب منومة مسبقًا للراحة قبل المهمة، وفي المقابل استخدموا منبهات عصبية (مثل الأمفيتامين) للبقاء في حالة يقظة خلال الساعات الحرجة. وأشار ديل إلى أن هذا البروتوكول قد يكون تغير مع مرور الزمن.

4. ظروف قاسية:
رغم أن قاذفات B-2 تُعد من أكثر الطائرات تطورًا وتكلفةً في العالم (يُقدّر سعر الواحدة بين 737 و929 مليون دولار)، إلا أن المرافق داخلها بدائية:

المرحاض بدائي ومكشوف، ويُستخدم فقط عند الضرورة القصوى.

لا توجد فواصل تضمن الخصوصية بين الطيارين.

الجفاف كان تحديًا كبيرًا، حيث شرب الطيارون ما يقارب زجاجة ماء كل ساعة.

5. الطعام محدود:
تم تزويد الطيارين بوجبات مُعدة مسبقًا، لكن قلة النشاط البدني داخل القمرة قللت من شعورهم بالجوع.

عن العملية العسكرية:
في يوم 21 يونيو، شنت الولايات المتحدة غارات منسقة ودقيقة على:

منشأة فوردو النووية شديدة التحصين تحت الأرض.

منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.

منشأة أصفهان لتطوير أجهزة الطرد المركزي.

أُطلقت الغارات عبر طائرات الشبح B-2 من قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميزوري، من دون توقف للتزود بالوقود على الأرض.

الرد الإيراني:
في 23 يونيو، ردت إيران بإطلاق 14 صاروخًا باليستيًا استهدفت قواعد أميركية في:

العديد (قطر)

عين الأسد والتاجي (العراق)

ولم تُسجل إصابات بشرية، ما دفع واشنطن للإعلان عن نجاح العملية "بأقل تكلفة بشرية".

الخلفية:
جاءت هذه التطورات بعد هجوم إسرائيلي مفاجئ في 13 يونيو استهدف طهران ومدنًا إيرانية أخرى، وقام بتصفية قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين. ردت إيران حينها بهجمات على تل أبيب وحيفا ومناطق استراتيجية في الداخل الإسرائيلي.

تقييم الاستخبارات:
رغم تصريحات ترامب ووزير خارجيته بأن "الضربات دمرت القدرات النووية الإيرانية"، إلا أن تقييمًا استخباراتيًا للبنتاغون كشف أن التأثير كان محدودًا وأدى فقط إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر.

هذه المهمة الجوية تدخل التاريخ كواحدة من أطول المهام القتالية الجوية، وتُبرز مدى تعقيد وتكلفة الضربات الاستراتيجية في العصر الحديث، ليس فقط على صعيد القوة التدميرية، بل على صعيد الجهد البشري والتقني المصاحب لها.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى