خبير عسكري لـ"التاج": وقف إطلاق النار كُتب في موسكو ونُفّذ في واشنطن

التاج الإخباري -

موفق الرياحنة

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل تم التمهيد له خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى موسكو، بينما جرى تنفيذه فعليًا في واشنطن، في إطار تسوية أنقذت إسرائيل من الاستنزاف العسكري، وساعدت إيران على الحد من تآكل بنيتها الهيكلية.

وأوضح أبوزيد أن مؤشرات نجاح الاتفاق تبدو أقوى من فرص فشله، مشيرًا إلى تخفيف إسرائيل لقيود الجبهة الداخلية وخفض حالة التأهب في صفوف جيشها، إلى جانب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي شدد فيها على ضرورة التزام إسرائيل بوقف التصعيد، ما يعزز فرضية وجود تفاهم دولي على إنهاء المواجهة.

وأضاف أن إيران ما كانت لتقبل بوقف إطلاق النار لولا شعورها بتحقيق مكسب معنوي، يتمثل على الأرجح في قصف قاعدة العديد ، وهو ما منح طهران مساحة ادعاء الانتصار رغم عدم تحقيق نتائج عسكرية حاسمة، مما يفسّر قبولها السريع بوقف إطلاق النار.

وحول مآلات الصراع، شدد أبوزيد على أنه لا يمكن الحديث عن طرف منتصر، بل عن معادلة خاسر – خاسر"، حيث تعرضت إيران لضربات طالت بنيتها السياسية والعسكرية، وتم تقليص قدراتها النووية ولو مؤقتًا بينما تلقت إسرائيل ضربات موجعة وأضرارًا كبيرة خضعت لسياسة التعتيم الإعلامي عبر قرار منع النشر .

وأشار إلى أن الخطابات المنتصرة التي يروج لها الطرفان ليست سوى أدوات تعبئة داخلية، لا تعكس حقيقة الواقع الميداني.

ولفت إلى أن إنهاء التصعيد لم يكن خيارًا مفضلًا لدى الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، التي كانت تراهن على استمرار الحرب، ما يدل على أن مجريات الصراع خضعت لتدخلات خارجية رسمت معادلة التفاوض وحدود الاشتباك.

واختتم أبوزيد بالقول إن إسرائيل وقعت في فخ التقديرات الاستخبارية حينما تعاملت مع إيران كأنها مجرد فصيل مسلح، وليس دولة ذات بنية وسيادة، وهو ما يُعرف استراتيجيًا بسوء فهم الفارق بين الدولة واللاعب غير الدولتي (Non-State Actor)، وهو خطأ كلّفها كثيرًا في حسابات الواقع والميدان.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى