شديفات يكتب: نقابة مقاولي الإنشاءات الأردنيين .. قيادة إصلاحية ورؤية وطنية في عهد النقيب فؤاد الدويري

بقلم: د.عدنان متروك شديفات

منذ تسلّم سعادة النقيب فؤاد الدويري قيادة نقابة مقاولي الإنشاءات الأردنيين، أشرقت مرحلة جديدة في مسيرة العمل النقابي، قامت على رؤية إصلاحية عميقة وتمكين حقيقي لأبناء هذا القطاع الحيوي، حيث شهدت النقابة في عهده تحولاً نوعياً في أدائها المؤسسي والخدمي، تجلّى بإعادة هيكلة مسارات العمل، وتحديث البنية الإدارية، وترسيخ معايير الحوكمة والشفافية، لتغدو النقابة بيتاً حقيقياً ومرجعاً موثوقاً لكل مقاولي الوطن.

ما يميّز هذه القيادة أنها لا تمارس العمل النقابي من خلف المكاتب، بل من قلب المشاريع والمواقع الميدانية، ومن وسط التحديات اليومية التي يعيشها المقاول الأردني، فالنقيب الدويري حاضر على الأرض، متابع للتفاصيل، متواصل مع أعضاء الهيئة العامة، وناقل لصوتهم إلى كل المؤسسات الرسمية، كما امتدّ حضوره الفعّال إلى الساحات العربية، بحثاً عن فرص استثمارية، واستعادة حقوق ضائعة، وفتح آفاق عمل خارجية جديدة تليق باسم المقاول الأردني.

وفي خطوة تنموية كبرى تجلّت ثمار الجهود المستمرة بالتنسيق مع الحكومة، حيث جاء قرار تسديد مستحقات المقاولين والموردين، استجابة لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني بأن هذا القطاع يضخ الحياة في شرايين الاقتصاد ضمن خطط تنموية كبرى ، ليُسهم في دعم أكثر من ثلاثة آلاف شركة مقاولات، وإنقاذ ما يزيد عن الآلاف المهندسين والفنيين والعمال من شبح البطالة، وضخ عشرات الملايين من الدنانير في السوق المحلي، وتسوية ديون متراكمة لمصانع ومورّدي مواد البناء، حيث لم يكن القرار مجرد إجراء مالي، بل مؤشراً على إدراك الدولة بأهمية هذا القطاع، ونتيجة مباشرة لحراك نقابي صادق ومسؤول.

امتد دور النقابة بقيادتها الحالية إلى تبنّي مسؤولية وطنية واجتماعية، فسجّلت حضوراً لافتاً في الاحتفالات الوطنية والمناسبات الرسمية، ورعت أنشطة وفعاليات متنوعة ذات طابع وطني ومجتمعي، وكرّمت الشهداء واحتضنت ذويهم، في تجلٍ نقيّ للانتماء، ورسالة تؤكد أن نقابة المقاولين ليست جسداً مهنياً فحسب، بل ضمير حيّ للوطن.
كما حرصت النقابة على ترسيخ شراكاتها مع المؤسسات الوطنية، وفعّلت التعاون مع النقابات المهنية ووزارة العمل لتطوير بيئة العمل وتحسين شروط المهنة وتشريع قوانين أكثر عدالة وفاعلية.

وفي جانب التمكين المهني، بادرت النقابة إلى تفعيل مركز التدريب المهني التابع لها، بهدف إعداد الكفاءات الوطنية وتدريب الأيدي العاملة الأردنية على المهن المطلوبة في قطاع الإنشاءات، مما يفتح أبواب العمل أمام الشباب الأردني، ويقلل الاعتماد على العمالة الوافدة، ويعزز من القيمة المحلية المضافة لهذا القطاع.

لم يكن هذا الإنجاز وليد اللحظة، بل نتاج التزام يومي ومسؤولية حقيقية من قبل النقيب ومجلس النقابة، حيث واصلوا أداء واجبهم تجاه الأعضاء والمواطنين على حد سواء، بتنظيم قطاع المقاولات، والدفاع عن حقوق المنتسبين، والتواصل الفعّال والاستجابة السريعة للمطالب، مما عزز ثقة المقاولين بالنقابة ومكّنها من استعادة دورها الوطني والمجتمعي بكفاءة واقتدار.

إن البناء ليس مهنة فحسب، بل رسالة وطنية وإنسانية، وكل حجر يُوضع في مشروع، وكل يد عاملة تُدرّب، وكل حق يُنتزع، هو لبنة في بناء أردنٍ أقوى وأكثر عدالة، وها هي نقابة مقاولي الإنشاءات الأردنيين، بقيادة نقيبها المهندس فؤاد الدويري، تثبت اليوم أنها ليست هيئة تنظيمية فقط، بل شريك وطني أصيل، تمضي بثقة نحو التمكين، والإصلاح، وخدمة الوطن من خلال بوابة البناء.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى