محلل سياسي لـ"التاج": إيران تضع اصبعها على الزناد .. وإسرائيل تحبس أنفاسها

التاج الإخباري -

التاج الإخباري - سيلينا العمري

قال المحلل السياسي شادي مدانات، إن المشهد الإقليمي يمر بـ"أدق مراحل التوازن الاستراتيجي"، مؤكدًا أن الضربات الأخيرة والتحركات الكبرى ليست عشوائية، بل تأتي في إطار صراع نفوذ محسوب بدقة بين القوى العظمى والإقليمية.

وأكد مدانات في حديث له مع "التاج الإخباري" أن إيران وإسرائيل تتحركان ضمن هندسة سياسية عسكرية بالغة التعقيد، حيث تُحتسب كل خطوة وفق توازنات داخلية ودولية.

بين الضربات المحسوبة والتوازنات الدقيقة: الشرق الأوسط على صفيحٍ ساخن

وأوضح مدانات أن الشرق الأوسط يعيش اليوم فوق برميل بارود، إذ تتداخل السياسة بالجغرافيا والأمن القومي بشكل غير مسبوق، لافتًا إلى أن الصراع الراهن يجري على رقعة شطرنج إقليمية، كل حركة فيها محسوبة ومحفوفة بالمخاطر.

موسكو وبكين: صعود خطاب المواجهة مع واشنطن

وبين أن الموقف الروسي والصيني أصبح أكثر جرأة في مواجهة السياسات الأمريكية، مشيرًا إلى أن تعهد موسكو بدعم إيران في برنامجها النووي يُعد تحولاً نوعيًا ورسالة صريحة بتغيير قواعد اللعبة.

ضربات محسوبة بدقة.. لا إشعال شامل

"الضربات التي نُفذت مؤخرًا ضد أهداف نووية وعسكرية في المنطقة لم تكن ارتجالية، بل تُدار ضمن توافقات غير معلنة بين القوى الكبرى، هدفها إيصال رسائل قوة دون إشعال فتيل حرب شاملة يصعب احتواؤها لاحقًا"، وفق حديث مدانات مع "التاج".

الرد المؤلم دون الانزلاق.. سياسة طهران في الرد

ولفت إلى أن الرد الإيراني المتوقع سيكون محدودًا وموضعيًا، بحيث يُحدث ألمًا استراتيجيًا دون كسر الخطوط الحمراء.

وبيّن مدانات أن طهران تدير المعركة وفق منطق "الرد المؤلم دون الانزلاق"، مستبعدًا لجوءها لتصعيد شامل في هذه المرحلة.

إسرائيل تحت الضغط.. المشروع الاستراتيجي في اختبار قاسٍ

ونبّه مدانات إلى أن إسرائيل لن تقدر على تحمّل حرب استنزاف طويلة محدودة، رغم تفوّقها العسكري الظاهري.

وأكد أن الأرقام التي تشير إلى ترميم 18,000 موقع خلال الأيام الأولى فقط من التصعيد، تعكس حجم الضغط الداخلي وسط تعتيم إعلامي واضح.

الصواريخ الدقيقة: التهديد الصامت

"إيران تستخدم منظوماتها الصاروخية كسلاح سياسي بقدر ما هو عسكري، مضيفًا أن هذه الصواريخ تُعتبر جزءًا من استراتيجية الردع، وأي استهداف مباشر لها قد يفتح باب تصعيد غير القابل للسيطرة"، وفق حديث مدانات لـ"التاج".

توازن المصالح: لا غالب ولا مغلوب

وقال إن الجميع بات يدرك أن وقف الحرب أو الحفاظ على التوازن هو الخيار العقلاني، سواء بالنسبة لإيران أو لإسرائيل، أو حتى للقوى الكبرى التي لا ترغب في فتح جبهة استنزاف جديدة، مؤكداً أن الحفاظ على هذا التوازن - رغم هشاشته - يخدم مصلحة الجميع.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى