المعشر: لا "سايكس بيكو" جديد .. وتقوية إسرائيل تقلق الأردن

التاج الإخباري -

قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق الدكتور مروان المعشر، إن الضربة الأمريكية الأخيرة ضد منشآت إيرانية أضعفت قدرات طهران، لكنها في الوقت ذاته تصب في مصلحة إسرائيل، محذرًا من أن تقوية إسرائيل في المنطقة لا يصب في مصلحة الأردن أو الدول العربية.

وأكد المعشر في تصريحات إذاعية، اليوم الاثنين، أنه لا يعتقد أن الأمور في المنطقة تتجه نحو "سايكس بيكو" جديد أو إلى حرب إقليمية شاملة، موضحًا أن إيران تتأنى في ردها وتدرسه بعناية، لأن أولويتها الحالية تتمثل في الحفاظ على برنامجها النووي وبقاء النظام.

وأشار إلى أن إيران رغم تعرض منشآتها النووية للقصف، إلا أنها لم تخسر برنامجها الذي وصفه بأنه "مصدر فخر قومي" للدولة الإيرانية ويمتد لأكثر من 70 عامًا، مستبعدًا أن تتخلى طهران عن هذا البرنامج بسهولة.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة لم تُظهر رغبة بتغيير النظام الإيراني، مضيفًا أن واشنطن نفسها تمر بأزمة داخلية، حيث انقسم الرأي العام وحتى الحزب الجمهوري بشأن الضربة الأخيرة، ما بين مؤيد ومعارض لأي تدخل عسكري خارجي.

وأكد المعشر أن تغيير الأنظمة لا يتم عبر ضربات جوية، بل من خلال تدخل بري وهو أمر غير وارد أمريكيًا في الوقت الراهن، مشددًا على أن النظام الإيراني لم يُظهر انقسامًا داخليًا رغم الضغوط.

وقال إن تقوية إسرائيل نتيجة إضعاف إيران، يشكّل مصدر قلق حقيقي للأردن، خاصة في ظل ما وصفه بـ"خطط التهجير" التي تنفذها إسرائيل، محذرًا من أن ذلك قد يؤدي إلى أزمة لجوء جديدة نحو الأردن، وهو ما تعمل المملكة على تجنبه من خلال جهودها الدبلوماسية وتحذيراتها المتكررة للمجتمع الدولي.

وأشار المعشر إلى أن المجتمع الدولي لا يُلقي بالًا لما يحدث في غزة والضفة الغربية، وقال: "لو جرت الأحداث نفسها في أي مكان آخر في العالم، لاعتُبرت جرائم حرب، لكن لا أحد يحاسب إسرائيل".

وبخصوص احتمالات الرد الإيراني، تساءل المعشر إن كانت طهران ستلجأ إلى استهداف المصالح الأمريكية أو إغلاق مضيق هرمز، لكنه رجّح أن إيران، إذا كانت تريد الحفاظ على نظامها وبرنامجها النووي، لن تُصعّد ضد الولايات المتحدة، بل ستواصل ضرباتها ضد إسرائيل بشكل مدروس.

وختم المعشر حديثه بالإشارة إلى أن القضية الفلسطينية لن تشهد تغييرات جوهرية في المدى القريب، لكنه أشار إلى أن واقع الاحتلال قد يتغير عندما يُصبح الفلسطينيون أغلبية عددية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما سيجعل من الصعب على إسرائيل الاستمرار في سياسات التمييز والعنصرية، وفق تعبيره.

إذاعة عين


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى