السفر الحلال .. تجارب سياحية تلبي القيم الإسلامية وترسم ملامح جديدة للوجهات العالمية

التاج الإخباري -

السفر الحلال هو المفتاح لرحلة مفعمة بالراحة والسكينة والتوافق مع القيم الإسلامية. فقد بات يشكّل قطاعًا متناميًا يلبّي احتياجات المسافرين المسلمين، ويزاوج بين الروحانية والترفيه ضمن أطر تحفظ الخصوصية والهوية الثقافية. ومع ازدياد الطلب على هذا النوع من السياحة، بدأت الوجهات العالمية تتسابق في تصميم تجارب سفر متكاملة تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية.

وبحسب تقرير "مؤشر السفر الإسلامي العالمي لعام 2025" الصادر عن شركتَي "ماستركارد" و**"كريسنت ريتينغ"**، برزت دول مثل الإمارات وماليزيا والسعودية وتركيا وإندونيسيا كروّاد في تقديم وجهات متوافقة مع مفاهيم السياحة الحلال.

خمسة توجهات رئيسية في تفضيلات المسافرين المسلمين
كشف التقرير عن خمس توجهات رئيسية تشكّل ملامح تجارب السفر الحلال الحديثة:

الاعتماد على التطبيقات الذكية
ازداد الاعتماد على التكنولوجيا الذكية المخصصة للسفر الحلال، والتي توفّر خدمات مثل تحديد أماكن الصلاة والمطاعم الحلال، والحجوزات الفندقية المتوافقة مع الشريعة.

دور المرأة المسلمة الحديثة
أصبح للمرأة المسلمة حضور متنامٍ في صناعة السفر، مع تزايد الطلب على بيئات تراعي الخصوصية وتوفّر خدمات مخصصة وآمنة.

توافر المرافق الحلال
باتت العديد من الوجهات توفّر بنية تحتية تشمل مطاعم بشهادات حلال، ومساجد، ومنتجعات صحية ومسابح مفصولة بحسب الجنس.

إقبال الشباب على السفر الفردي
يفضل الجيل الشاب من المسلمين التجارب الشخصية والمستقلة في السفر، مع سعيهم نحو برامج تلبّي طموحاتهم وتعزز هويتهم.

الابتعاد عن التكنولوجيا
ينجذب بعض المسافرين إلى وجهات طبيعية وروحانية بعيدًا عن ضغوط العصر الرقمي، سعيًا للهدوء وصفاء الذهن.

وجهات رائدة في السياحة الحلال حول العالم
ماليزيا
تتصدّر الدول الإسلامية في تطوير السياحة الحلال بفضل بنيتها التحتية المتكاملة والخدمات المتوافقة مع أحكام الشريعة.

الإمارات، السعودية، تركيا
تشترك في المركز الثاني، حيث تجمع هذه الدول بين الإرث الثقافي والمرافق الحديثة، وتقدّم تجارب سفر مميزة ومتكاملة.

إندونيسيا
تحافظ على مكانة قوية بفضل تراثها الغني والتزامها بتقديم خدمات حلال للسياح.

دول الخليج (قطر، عُمان، الكويت)
تشهد تطوراً مستمراً في البنية التحتية السياحية الملائمة للمسافرين المسلمين.

وجهات غير إسلامية تتفوّق في السوق الحلال
سنغافورة
تقود قائمة الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، بفضل تركيزها على الشمول وتوفير خيارات متعددة للمسلمين.

تايلاند
حصلت على تقييم مرتفع ضمن مؤشر 2025، بفضل جهودها في اعتماد مطاعم حلال وتقديم الضيافة الودودة.

الفلبين
تقدمت إلى المركز الثامن عالميًا بفضل تحسين خدمات الطعام الحلال وتكامل الخدمات السياحية الملائمة للمسلمين.

هونغ كونغ
احتلت المركز الثالث بين الدول غير الأعضاء، مع اعتماد فنادق ومطاعم عديدة بشهادات حلال، ما يجعلها وجهة واعدة.

تايوان
شهدت نمواً في منشآت الضيافة الحاصلة على شهادات حلال، مع تركيز على التنوع والانفتاح الثقافي.

المغرب.. وجهة عربية متألقة
احتل المغرب المركز الثاني عشر عالميًا ضمن مؤشر 2025، مستفيدًا من بنيته الثقافية والدينية الغنية ومرافقه السياحية المتوافقة مع متطلبات المسافرين المسلمين.

ختامًا، فإن السياحة الحلال لم تعد مجرد خيار محدود، بل أصبحت تيارًا عالميًا يفرض نفسه على صناعة السياحة، ويشكّل نموذجًا ناجحًا للمزج بين القيم الإسلامية والتجارب السياحية العصرية، في عالم يسعى إلى الشمول والاحترام الثقافي.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى