الفريحات يكتب: رغم كل شيئ .. ستبقى الأردن أرض الصمود
بقلم: همام الفريحات
في زمن امتلأ بالتقلبات السياسية، والضغوط الاقتصادية، والتحديات الأمنية، يثبت الأردن يومًا بعد يوم أنه ليس مجرد دولة تسير في ركب الأحداث، بل هو حالة فريدة من الثبات والعزم والإصرار على الحياة الكريمة رغم الصعاب.
من شماله إلى جنوبه، من سهوله إلى جباله، ينبض الأردن بحب الوطن، وبتاريخ من الكفاح والبسالة. لم يكن طريق الأردن مفروشًا بالورود، بل كان مليئًا بالصعوبات، لكنه دائمًا واجهها بصدور مفتوحة وقلوب لا تعرف اليأس. وفي كل محطة من محطات الألم، كان الأردنيون يصنعون من التحدي قصة نجاح.
رغم كل شيئ، ستبقى الأردن أرض الصمود، لأن الصمود هنا ليس شعارًا يُرفع في الخطب، بل واقع يُترجم في سلوك الناس، في تضحيات الجيش العربي المصطفوي، وفي حكمة القيادة الهاشمية التي أثبتت، في كل مرحلة، أن مصالح الوطن وشعبه فوق كل اعتبار.
الصمود الأردني لا يعني فقط الوقوف بوجه الأعداء، بل هو أيضًا التماسك الداخلي، والترابط المجتمعي، والوفاء للوطن، والثقة بالقيادة، والحرص على مستقبل الأجيال القادمة. إنه ذاك الحارس الصامت الذي يمنع الفتنة من أن تنفذ، ويردّ السهام قبل أن تصيب الجسد.
الأردن واجه موجات اللجوء تلو الأخرى، احتضن الشقيق قبل الغريب، وفتح قلبه قبل حدوده، دون أن يتراجع عن مبادئه، ودون أن يساوم على أمنه الوطني. وهو اليوم، رغم الأزمات التي تثقل كاهله، لا يزال ملاذًا آمنًا في محيط يغلي، ومنارة للاعتدال والإنسانية.
وفي كل أزمة اقتصادية، يثبت الأردنيون أن كرامتهم فوق كل شيء. يعملون بصمت، يتعاونون، يبتكرون، ويتحملون. وبين كل أزمة وأخرى، يظهر المعدن الأصيل لهذا الشعب الذي لم يطلب يومًا المستحيل، لكنه تمسّك دومًا بحقّه في حياة كريمة، على تراب وطنه العزيز.
نحن لا نقولها للتغني أو المبالغة:
رغم كل شيء... ستبقى الأردن أرضًا عصيّة على الانكسار.
ستبقى الأمل لكل من حولها، والنور في عتمة الإقليم، وصوت الحكمة في زمن الضجيج.
وستبقى رايتها عالية، تعانق السماء، لأن شعبها لا يعرف الخنوع، وقيادتها لا تعرف التراجع.
رغم كل شيئ … سيبقى الأردن صامدًا، شامخًا، عزيزًا.
سيبقى علمه مرفوعًا، وأرضه حرة، وشعبه وفيًّا، وجيشه درعًا، وقيادته نبراسًا.
سيبقى الأردن كما عهدناه: وطنًا لا يعرف الانحناء… إلا لله.